عمر بن عبدالله المديفر
في العاشرة من عمره,عيناه لم تريا النور يوماً,ولم تبصرا الحياة ولو للحظة,هكذا جاء للدنيا وهكذا قُدر له أن يكون.
محرومٌ هو في نظرِ الكثير..ومسكين في نظرِ الأكثر..ينظرون إليه إذ ينظرون نظرةَ شفقةٍ ورحمة.
كان ككل الناس له اهتمامته الخاصة,وأفكاره الشخصية,وهمومه الذاتية.
يعيش مثلهم,يأكل كما يأكلون ويشرب كما يشربون..ويتعبد أيضاً كما يتعبد ولربما فاقهم في هذه وتعداهم.
كنت كثيراً أراه, وقد أمسك أخوه الأصغر بيده إما ذاهباً إلى المسجد أو عائداً منه.. ماكنت من جماعة مسجدهم ولكن كنت أراه حينما اذهب للمسجد الذي أصلي فيه..
وذات يوم..لم اذهب إلى المسجد الآخر إنما صليت في المسجد الذي في محمد صاحبنا.
وكم كان عجبي كبيراً..ودهشتي شديدة..عندما رأيته يتأبط كتاباً..
تسألت..أليس بأعمى؟؟
وانظرت قليلاً لأروي فضولي..
دخل المسجد شاب عشريني...وبعد برهة من الزمن جلس وتحلق حوله فتيان من جماعة المسجد..
ازداد عجبي..وتضاعفت دهشتي..
محمد في حلقة!!عجيب..
وانتظرت أيضاً..
تفرق الطلاب كل طالب جلس متكئياً على سارية من سواري المسجد,تلفت بحثاً عن محمد..
رأيته..جالساً وبجواره أخوه,فتح الكتاب..
وضع يده على الورقة ثم بدأ يتحسسها..
جلست أراقبه..ويده تنتقل من مكان لآخر في الصفحة..وفهمت من حركاته أنه يقرأ ولكن بطريقته الخاصة طريقة برايل..