«وكان وهما» صراع الغزلان على قلب الأسد
كتب أحمد ناصر:
كل شيء ممكن أن يكون وهما في حياة المرأة عدا شيئا واحدا فقط هو.. الزوجة الثانية، لذلك تفعل النساء عادة كل ما في وسعها لكي تبعد زوجها عن عيون النساء الأخريات بكل ما أوتيت من قوة وحيلة وبأس من أجل أن تحافظ على زوجها بعيدا عن أعين خاطفات الرجال، وتجند الكثير من الناس حولها لكي يكونوا معها في هذه المهمة الشاقة وهي «المحافظة على الزوج»، ومع ذلك فإن هناك من الرجال من يستطيع أن يفلت من هذه القبضة الحديدية النسائية ويتزوج امرأة أخرى على زوجته.. هنا تنقلب الزوجة الأولى إلى ذئب شرس وتكشر عن أنيابها لتفترس الزوجة الجديدة بأنيابها ومخالبها وبالطبع بمساندة قوية من والدتها.
في هذا الموضوع دارت كاميرا المخرج الشاب أحمد فؤاد الشطي لتصور أحدث سهرة تلفزيونية بعنوان «وكان وهما» تأليف الزميل محمد خالد وبطولة انتصار الشراح ومرام وخالد البريكي وشهاب جوهر ومشاعل شداد وفاطمة سالم، هذه المجموعة من الفنانين الشباب سيقدمون قصة الغيرة والزواج الثاني ولكن بطريقة جديدة ومختلفة عن التي عرفها الجمهور من قبل، فهل هناك شيء جديد في هذا الموضوع؟!
خالد البريكي زوج مرام، وشهاب جوهر زوج مشاعل شداد، والأسرتان تسكنان في عمارة واحدة في شقتين متقابلتين فنشأت بينهما بحكم الجوار زمالة وصداقة، ولكن الفرق بينهما هو أن البريكي يحب الديوانية كثيرا ويقضي فيها جل وقته بينما جوهر بيتوتي، من هنا بدأت الغيرة تسري في قلب مرام وبدأ الفأر يلعب في العقل «هل حقا يذهب زوجها كل يوم إلى الديوانية؟»، والمشكلة أنها وجدت الدليل على أن زوجها تزوج عليها.
سألت مرام عن مدى تأقلمها مع الدور فقالت:
- الدور يناسبني جدا، أنا غيورة جدا وأحب أن أمتلك زوجي.. لا أحب أن تشاركني فيه أي امرأة أخرى حتى ولو بنظرة، وهذا الطبع فيَّ انعكس على أدائي في الشخصية التي أقوم بتجسيدها، فزوجي -البريكي- يخرج من البيت كثيرا ويقضي وقتا كبيرا في الخارج، كنت خائفة من أن يتزوج عليّ وهذا ما حدث بالفعل للأسف الشديد.
• وما كانت ردة فعلك؟
- تحريت عن الموضوع فاكتشفت أن زوجي «العزيز» الحبيب تزوج امرأة أخرى وأسكنها في بيتي وفي غرفتي وعلى فراشي! هل يمكن أن يفعل هذا رجل عاقل وطبيعي؟ هل تصدق أنت مثل هذا الموضوع؟
• يمكن أن يكون هذا الزواج ردة فعل على إهمالك أو تقصيرك أو ربما تدخل أسرتك في حياتكما، هناك الكثير من الأسباب؟!
- لا أعتقد أن هناك سببا واحدا في الدنيا يجعل الرجل يتزوج على زوجته ويأتي بها على فراشها وفي غرفتها إلا إذا كان مريضا نفسيا.
كانت الغيرة تشعل عيني مرام الجميلتين، فلم أجد فائدة من إقناعها بأن تخفف حدة الغضب، وفضلت أن أسأل الزوج -البريكي- عن حقيقة الأمر وهل فعلا أسكن الزوجة الجديدة في منزل زوجته الأولى، فأجاب:
- أحببتها وتزوجتها على سنة الله ورسوله، ولتشرب زوجتي الأولى وأمها من البحر.
لم يكمل تعليقه حتى سمعنا طرقا قويا وحادا وصراخا خلف الباب، كانت مرام ووالدتها – انتصار الشراح- لم أسمع في حياتي مثل هذا الصراخ.. كان قويا لدرجة أنه دفع بالبريكي إلى القفز بسرعة واختبأ خلف الباب لتفتح زوجته الجديدة - فاطمة سالم- الباب، كانت لحظات قليلة.. ولكنها كانت كافية لتتشابك الزوجتان وسط صراخ ودوي وشد للشعر والزوج يقف خلف الباب يفكر كيف سيتصرف في هذه اللحظة الخطرة، لم يستمر طويلا في مكانه.. بل قفز كالأسد الهصور ليقف حائلا بين الزوجتين ويوقف صراعهما ويهدد زوجته الأولى وأمها باتخاذ كل الوسائل المتاحة للدفاع عن زوجته الحسناء الجديدة.
استغللت الفرصة وسألت فاطمة عن مدى رضاها عن هذه الحالة، فقالت بابتسامتها التي لم تكن تفارقها:
- أحب زوجي، تزوجته على سنة الله ورسوله، ولن أسمح لأي إنسانة أخرى بأن تأخذه مني.
كل الرجال الذين كانوا موجودين في لوكيشن التصوير كانوا يحسدون البريكي على صراع الحسناوتين عليه، ولكنهم جميعا كانوا يحمدون الله أنهم ليسوا في مثل موقفه العصيب، فأنياب المرأة أشد قسوة من النمر الأفريقي إذا حانت لحظاتها، سألت البريكي بعد أن هدأت المعركة:
• كيف تعرفت على زوجتك الجديدة؟
- قال: هذا الموضوع هو قمة الحدث في السهرة، ويمكن أن تسأل الكاتب محمد خالد عنه فهو الذي قام برسم شخصياتنا والأحداث التي شاهدتها قبل قليل بقلمه.
التفت الى الكاتب وكان يجلس قريبا مني ووجهت السؤال إليه فأجاب:
- قصة غيرة المرأة والزواج الثاني والصراع على الزواج ليس أمرا جديدا سواء في الدراما أو في المواضيع الاجتماعية، ولكنني هنا اعتمدت على ثلاثة محاور مهمة، جماليات الحب بين الزوجين، ثم الغيرة وأسبابها من خلال أداء امرأة أخرى تظهر فجأة في حياتهما، وأخيرا النتيجة التي حرصت أن تكون في هذه السهرة مفاجأة للمشاهدين، وفي الحالات الثلاث اعتمدت على تقديم نفسية المرأة الحقيقية وتفاعلاتها الداخلية وفق ما تخيلته في التعامل مع هذه الحالات الثلاث.
وتابع بابتسامة:
- كتبت السهرة كلها وأنا أرى أمامي مرام وهي تقوم بالدور، إنها فنانة جيدة والحمد لله أنها ستقوم بالبطولة.
أما المخرج الشاب أحمد الشطي فكان مشغولا طوال الوقت، ولكنني استطعت أن اقتنص منه لحظة للحديث حول الموضوع فقال:
- {وكان وهما» سهرة تلفزيونية مكتوبة بعناية، أعجبتني فكرة سرد الأحداث وتتابع المشاهد وفكرة النهاية التي ستكون بالفعل مفاجأة لمن يتابع أحداثها منذ البداية، وهي السهرة الثالثة التي أخرجها وسيشارك فيها تلفزيون الكويت في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون في دورته التي ستقام منتصف نوفمبر القادم.